أعلنت جوجل الأمريكية في مؤتمرها السنوي للمطوّرين عن “المرحلة التالية” من إعادة تصميم محرك البحث الخاص بها، التي ستعيد تشكيل طريقة تفاعل المستخدمين معه جذرياً. وقد ركّز الحدث على مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة التي تطوّرها الشركة.
أبرز هذه الابتكارات هو “وضع الذكاء الاصطناعي” الجديد في جوجل سيرش، والذي يتيح تجربة بحث أشبه بالمحادثة مع خبير يقدم إجابات شاملة لمختلف الاستفسارات. وستبدأ جوجل قريباً طرح هذا الوضع في الولايات المتحدة لجميع المستخدمين، بعد أن اختبرته لفترة محدودة في مختبراتها. كما كشفت الشركة عن تحديث نسخة “جيميني 2.5” من مساعدها للذكاء الاصطناعي التوليدي، مؤكدة أن دمج هذا النموذج في خوارزميات البحث سيستمر طوال العام المقبل، مع خطط لاختبار مزايا إضافية مثل حجز تذاكر الفعاليات تلقائياً وإجراء عمليات البحث عبر البث المباشر بالفيديو.
وبعيداً عن محرك البحث، طرحت جوجل أيضاً نظرة أولية على نظارتها الذكية الجديدة التي تعمل بنظام “أندرويد إكس آر”، بالتعاون مع علامتي “جنتل مونستر” و”واربي باركر”. وتأتي هذه الخطوة بعد 13 عاماً على طرح “جوجل جلاس” وتوقّفها عنه، وتعِد بمساعد صوتي وكاميرا بلا استخدام اليدين، في منافسة مباشرة لنظارات مشابهة من “ميتا” و”راي بان”.
تأتي هذه التحوّلات امتداداً لإطلاق “جوجل” العام الماضي لمُلخّصات الذكاء الاصطناعي (“نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي”) التي تظهر أعلى نتائج البحث التقليدية، ويستخدمها حالياً نحو 1.5 مليار شخص بانتظام. وقال سوندار بيتشاي، المدير التنفيذي للشركة، إن هذه التطورات تمثل “مرحلة جديدة لمنصة الذكاء الاصطناعي”، حيث تتحول سنوات من البحث والتطوير إلى أدوات يومية للمستخدمين حول العالم.
وأشارت جوجل إلى أنها واثقة من قدرة تقنياتها الجديدة على تقديم معلومات دقيقة دون إغراق المستخدمين بالأخطاء أو التضليل، في ظل المنافسة المتنامية من محركات بحث أخرى مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل شات جي بي تي وبيربليكستي، فضلاً عن الضغوط القانونية التي تتعرض لها بشأن احتكارها للسوق.