أوضح كتاب “القهوة السعودية” أن انتشار القهوة في المملكة جاء عبر موانئها الرئيسة والفرعية، التي شكّلت نقطة انطلاق لتجارة البن، إلى جانب الطرق البرية الداخلية. وكانت التجارة تمر بشكل أساسي عبر ميناء جدة وميناء العقير، فيما برزت القهوة في أسواق عكاظ، وسوق المشقر، وهجر، والجرعاء في الأحساء. وتعد المملكة اليوم الوجهة الأهم لصادرات البن اليمني، حيث تحتل المركز التاسع بين أكبر مستهلكي القهوة على مستوى العالم.
واستعرض الكتاب تاريخ ازدهار أسواق البن في مناطق جدة، مكة المكرمة، المدينة المنورة، ونجد، كما وثّق تطور تجارة القهوة في السوق القديمة بالرياض قرب قصر الحكم، إلى جانب دور رجال العقيلات في تجارة البن وأسواق الأحساء التاريخية.
وفي الفصل الثاني، استعرض الكاتبان تاريخ القهوة، مشيرين إلى أن الطبيب العربي الرازي كان أول من أشار إلى البن في مؤلفه الشهير “الحاوي”، موضحين أن شجرة البن كانت برية قبل أن تنتشر زراعتها. وتباينت آراء الباحثين حول الموطن الأصلي لشجرة البن بين الحبشة (إثيوبيا) واليمن، بينما توسعت زراعتها اليوم لتشمل أكثر من 70 دولة حول العالم، من بينها البرازيل، فيتنام، إندونيسيا، والهند.
كما تناول الكتاب الهوية السعودية المرتبطة بالقهوة، ودلالاتها ورمزيتها في المجتمع، إضافة إلى حضورها في البيئة العمرانية وتأثيرها على تصميم البيوت السعودية وإعداد المجالس الخاصة بالقهوة. ورصد الكتاب أنواع دِلال القهوة وأدواتها، مثل دِلة الفخار والدِلة النحاسية، وأسماء الدِلال وزخارفها، فضلاً عن طرق تحضير القهوة، وتجلياتها في الأدب السعودي، وفرص الاستثمار في صناعة القهوة المحلية.