طرح الباحث والمدرب في المجال الصحي، سلطان المطيري، مقترحًا وطنيًا طموحًا يهدف إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في رصد انتشار العدوى والحد منها، سواء داخل المنشآت الصحية أو على مستوى المدن والمناطق، وصولًا إلى تغطية شاملة على مستوى المملكة، بما يسهم في تعزيز منظومة الأمن الصحي ورفع كفاءة الاستجابة للأوبئة.
وفي حديثه لـ”سبق”، أوضح المطيري أن الطرق التقليدية المعتمدة حاليًا، والتي تعتمد على المراقبة البشرية وتحليل العينات يدويًا، لا تزال فعّالة لكنها تفتقر للسرعة والدقة التي توفرها أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مؤكدًا أن التحول الرقمي أصبح ضرورة في مجال الصحة العامة.
وأشار إلى أن النظام المقترح يبدأ بتسجيل بيانات المريض لحظة دخوله قسم الطوارئ، حيث يجري تحليل الأعراض والنتائج المخبرية بشكل لحظي. ويقوم الذكاء الاصطناعي برصد أي أنماط غير اعتيادية قد تدل على عدوى ناشئة، ويرسل تنبيهًا فوريًا للجهات المختصة لسرعة التدخل والحد من الانتشار.
كما يشمل النظام مراقبة العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية داخل المستشفيات، مثل عدوى القسطرة الوريدية والبولية، والعدوى الناتجة عن العمليات الجراحية أو أجهزة التنفس الاصطناعي. ويعمل هذا النظام بالتكامل مع السجلات الطبية الإلكترونية، لتحليل البيانات بشكل آلي ومستمر، وإصدار تقارير دقيقة دون تدخل بشري، مما يعزز من سرعة اتخاذ التدابير الوقائية.
وأكد المطيري أن اعتماد الذكاء الاصطناعي في هذا المجال سيمثل تحولًا نوعيًا في مواجهة الأمراض المعدية، عبر تمكين الاستجابة السريعة، وتوفير الوقت والموارد، ورفع كفاءة فرق مكافحة العدوى. كما دعا إلى تبني هذا المشروع الوطني الذي من شأنه تعزيز سلامة المرضى وحماية المجتمع من مخاطر التفشي.