تعد صناعة السَّعَف في منطقة نجران من الحِرَف التقليدية العريقة التي تجسد أصالة التراث الثقافي والموروث الشعبي المحلي، وما زالت منتجاتها حاضرة بقوة في المناسبات والأعياد، كأدوات مميزة لتقديم الطعام والضيافة، محتفظة بقيمتها المادية والتراثية رغم انتشار الأواني المنزلية الحديثة وتنوع أشكالها.
ومن أبرز منتجات السَّعَف التي تشتهر بها منطقة نجران “المطارح”، وهي أوانٍ مصنوعة من جريد النخيل، تستخدم في تقديم التمور والمكسرات والزبيب والحلويات في المجالس وصالات الاستقبال، إلى جانب تقديم الأكلات الشعبية التقليدية مثل المرضوفة والرقش وخبز التنور، ما يجعلها جزءاً مهماً من الهوية النجرانية الأصيلة.
وأوضح صالح عبدالله، أحد الباعة في محال المنتجات التراثية بمدينة نجران، أن منتجات السَّعَف تُعد من أبرز الحِرَف التي تلقى إقبالاً كبيراً على مدار العام، وخاصةً خلال الأعياد ومناسبات الزواج، نظراً لاستخدامها في الضيافة وتقديم الأكلات الشعبية الشهيرة بالمنطقة. وبيَّن أن عملية صناعة “المطارح” تبدأ بجمع سعف النخيل وتجفيفه، ثم تشكيله حسب الحجم المطلوب.
من جهته، أكد المواطن سعيد اليامي أن منتجات السَّعَف تُعد جزءاً أساسياً من أواني الضيافة في أغلب المنازل، حيث تُستخدم لتقديم التمور والزبيب جنباً إلى جنب مع دلة القهوة السعودية، مشيراً إلى قيمتها التراثية والثقافية كرمز أصيل لمنطقة نجران، وتميُّزها بالجمال، والألوان الزاهية، والدقة العالية في صناعتها، وتنوع أحجامها لتناسب كافة المناسبات.