أكد خبير الطقس الدكتور خالد الزعاق أن التغيرات المناخية تُعد من السنن الكونية الثابتة، مشيرًا إلى أنها لا تحدث بين عشية وضحاها، بل تتشكل عبر عقود طويلة من الزمن.
وأوضح أن ما يُعرف بـ”مبادرة الاعتدال” أو “مباكرة الاعتدال” يعود سببه إلى ميلان محور دوران الأرض حول نفسها، في ظاهرة تُعرف بـ”العرنجة”، والتي تتكرر كل 25 ألف عام، وتؤدي إلى تحولات مناخية كبرى، تشمل فترات من الأمطار الغزيرة تعقبها موجات جفاف، وتحوّل مناطق سافانا إلى أنماط مناخية مغايرة.
وأضاف الزعاق أن علماء المناخ يختلفون في تفسير أسباب هذه التغيرات، فبعضهم يعزوها إلى النشاط البشري، بينما يرى آخرون أنها جزء من دورات طبيعية، في حين يدمج فريق ثالث بين العاملين معًا.
وأشار إلى أن للإنسان دورًا فاعلًا في التأثير الإيجابي على البيئة من خلال المبادرات البيئية، مثل “السعودية الخضراء”، وإنشاء المحميات الملكية، وسن الأنظمة البيئية، ما انعكس إيجابًا على الوضع البيئي في المملكة، مستشهدًا باستقرار الطيور المهاجرة، وتراجع موجات الغبار الجبلية مقارنة بالأعوام السابقة، وهي مؤشرات لا تتغيّر سريعًا، بل تحتاج لزمن طويل حتى تظهر نتائجها.
وتحدث الزعاق كذلك عن التغيرات المناخية التي تشهدها أوروبا، من بينها تحرّك نطاقات الثلوج شمالًا وارتفاع درجات الحرارة في بعض المناطق، لافتًا إلى أن الخليج يشهد بدوره شتاءً مختلفًا هذا العام، حيث لا تزال البرودة مستمرة رغم دخول منتصف أبريل، بينما أصبحت موجات الصيف أقل شدة من السابق.
واختتم الزعاق حديثه بالإشارة إلى حديث النبي ﷺ: **”لا تقوم الساعة حتى تعود جزيرة العرب مروجًا وأنهارًا”**، في دلالة على أن التحولات المناخية سنة كونية، تحمل في طياتها دلائل علمية وإيمانية.