عربية و عالمية

باكستان ترحب بدور أمريكا في وقف إطلاق النار والهند تُقلّل من أهميته: ما أسباب هذا التباين؟

00 60

مع إعلان وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان السبت، أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدور الولايات المتحدة في الوساطة، وهو الدور الذي رحّبت به باكستان بينما قللته نيودلهي من أهميته.

يعكس هذا الاختلاف في الموقف تاريخاً طويلاً من التوترات بين البلدين، حيث تتباين نظرة الهند وباكستان للتدخل الأجنبي في نزاعاتهما.

الهند ترفض الوساطة الخارجية
توضح الدكتورة أبارنا باندا، الباحثة في شؤون جنوب آسيا بمعهد هدسون، أن «الهند لم تقبل يوماً أي وساطة في أي نزاع، سواء مع باكستان أو الصين أو غيرهما»، مضيفة: «لذلك، ترحب نيودلهي بالضغط الدولي على باكستان، لكنها لن تعترف رسمياً بدور أية دولة أو هيئة دولية».

باكستان تبحث دوماً عن دعم دولي
من جهتها، اعتادت باكستان اللجوء إلى الوساطة الدولية، ولهذا أبدت ترحيبها بدور واشنطن، معتبرة الوساطة «السبيل الوحيد للضغط على الهند لمناقشة قضية كشمير وحلها».

خلفية نزاع كشمير
منطقة كشمير تشكل نقطة الخلاف الرئيسية منذ استقلال البلدين عام 1947، عندما أعلن حاكم المنطقة نيته البقاء مستقلاً قبل أن يوقع على بيان الانضمام إلى الهند، وهو ما رفضته باكستان وأشعل حرباً. وفي عام 1949، اتفق الطرفان على الانسحاب خلف خط هدنة أُطلق عليه لاحقاً «خط السيطرة»، وما زالا يطالبان بكامل الإقليم حتى اليوم بعد عدة حروب.

دور واشنطن في التهدئة
قال مصدر حكومي باكستاني مطلع على مفاوضات الهدنة، إن الولايات المتحدة أسهمت بشكل حاسم في التوسط. وجاء الاتفاق بعد يوم من تبادل قصف عنيف أثار مخاوف من انتقال الاشتباكات إلى ما هو أبعد من السيطرة. وأضاف المصدر أن الطرفين كانا يقتربان من اتفاق منذ يوم الجمعة، وأن باكستان فوجئت بقصف ثلاث قواعد جوية لها بصواريخ أرض–جو في ساعة مبكرة من صباح السبت.

ورداً على ذلك، أطلقت باكستان وابلًا أوسع من الصواريخ صوب قواعد هندية وأهداف عسكرية قرب خط السيطرة، فيما اختتم الجيش الباكستاني بيانه بعبارة «العين بالعين». وقد أصاب رد باكستان سريعاً دهشة نيودلهي وأعطى زخماً جديداً لمفاوضات السلام التي استأنفت سريعًا، مع استمرار تبادل الضربات حتى أثناء المحادثات، وفقاً للمصدر.

الوساطة الأمريكية–السعودية–التركية
أوضح المصدر أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو كان له «دور ضخم» في التفاوض، بمشاركة مسؤولين من السعودية وتركيا. وبحلول منتصف نهار السبت، توقفت العمليات القتالية قبل إعلان وقف إطلاق النار بعد نحو ساعتين.

اتفاق “مباشر” مع باكستان
قلّل مسؤولون هنود من دور الوسطاء الأمريكيين، مؤكّدين أن الهدنة تمت «مباشرة» مع باكستان. من جهته، شكر رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف الرئيس ترامب على قيادته وعمله الاستباقي من أجل السلام، كما أشاد بنائب الرئيس جيه دي فانس ووزير الخارجية روبيو على «مساهماتهم القيّمة».

السابق
بعد قرابة عقدين في السجون الأمريكية.. الإفراج عن حميدان التركي
التالي
دوري روشن للمحترفين: انتفض الرياض وقلب الطاولة على الخليج

اترك تعليقاً